يعتبر العراق مهد الحضارات حيث نشات فيه الحضارة السومرية منذ خمسة
الاف سنة قبل الميلاد ومن ثم العيلامية والحيثية والكيسشية
والاكدية والبابلية والاشورية من بعدها .. وسنقف عند اهم محطاتها :
1. السومرية (2000-5000)
قبل
الميلاد
2. البابلية القديمة (1600-2000) قبل الميلاد
3. الاشورية (700-900) قبل الميلاد
4.
البابلية
الحديثة (539-626) قبل الميلاد
تشير الاثار الى وجود مدن واسعة
وعامرة باعداد كبيرة من السكان كمدن نيبورولكش واور وبابل ونمرود ونينوى، نظرا لعدم توفر
الاحجار والاخشاب في المنطقتين الوسطى والجنوبية من بلاد الرافدين , فان العمارة
فيها تميزت بصورة عامة باستخدام الطين كمادة للبناء بدءا من المفخور ومونة قيرية ,
اما في المناطق الشمالية فقد استعمل الحجر لتوفره , وخاصة في الفترة العيلامية
والاشورية .
ان ندرة الغابات جعلت العمارة الرافدية تستغني عن السقوف الخشبية
ومساند النوافذ والابواب الخشبية واقامة العقود والقباب من الاجر , وكان الرافديون
هم اول من ابتكر هذه الانواع من السقوف والعقود وعنهم اخد البيزنطيون ثم الغرب
اجمعه , وما زالت القباب من خصائص فن العمارة الاسلامية .
انشئت العمارة السومرية من المواد المتوفرة محليا , فقد استعمل الطين
وحزم البوصي (القصب) هياكل انشائية للاكواخ والقاعات , كما استعمل اللبن لبناء
الجدران بين الدعامات ,اما المعابد والقصور فقد بنيت جول مجموعات من الافنية (جمع
فناء ) وتعد الزقورات الموجودة في أور (UR) من اشهر ما شيد في العمارة السومرية.
عمارة بلاد الرافدين والدين
خصائص العمارة السومرية تعرف جيدا من خلال المتقدات الدينية مما
دفعالى عمارة نصيبية واكثر ابنيتها كانت المعابد
واهم نتاج عمارة بلاد الرافدين التي تلت العمارة السومرية هي العمارة
البابلية والعمارة الاشورية ... وعموما وفي كل العمارة الوادي رافدينية انعكس تاثير
ديانتهم التي كانت تؤمن بالمظاهر الطبيعية التي تجسدها الالهة (اله السماء , اله
الارض ,اله الشمس , اله القمر ) وهي ديانة تؤمن بالشرك بالله أي تعدد الالهة ولم
يصلو الى درجة التوحيد الا انهم كانو يفضلون احد الالهة ولم يصلو الى درجة التوحيد
الا انهم كانوا يفضلون احد الالهة ويعتبرونه رئيسا للالهة ’ كما اتفت دياناتهم
بصفة التشبيه أي التشبيه بالبشر الا ان الالهة تنفرد بصفة الخلود وان لها هيئات ادمية او نصف ادمية .
تعتمد فلسفة الدين لدى البابلي نلى مبدأ اسطوري مهم هو ان الالهة قد ملكت الكون واستخلفت الانسان عليه وقد قامت
هذه الفلسفة على اساس خلودية الالهة وفناء
الانسان الذي هو كيان روحي ومادي من خلق الالهة وان الماء مصدر الوجود والخليقة
جاءت من صراع عنصرين من الالهة ,هما اله الماء العذب (ابسو ) والهة الماء المالح
(تيامة ) كمتناقضين واللذي بتفاعلهما ظهرت الخليقة ,لقد صورت الالهة البابلية
بانها تعيش في مجتمع تحكمه قوانين وعلى راس هذا المجتمع يقف رئيس الالهة يساعده في
ادارة شئون مجمع الالهة عدد من الالهة الكبار . وكان للالهة مجلس اعلى تجتمع لتقرر
المصائر واتخاذ القرارات المهمة التي تخص البشر . وكان لكل من الالهة صفات خاصة
ومسؤليات معينة ,كما كان لكل منها رمز
معين .
مكان سكن الالهة
اعتقد البابلين ان اللهم تسكن اما في السماء ومنها في العلم السفلي
ومنها من هم في العالم السفلي والعلوي لذا شيدوالزقورة أي برج المعبد والزقورة هي كلمة بابلية تعني
العلو .
الزقورة هي معبد تصاعدي ينتهي في الاعلى بالحرم . واختلف شكلها حسب
الحضارت حيق كانت مستطيلة الشكل وتتركب من طبقات ثلاثة متصاغرة على شكل هرم مدرج
وتوضع الطبقات منحرفة الى الوراء حتى يتاح بناء ادراج من الامام تصل بين الطبفات ,
اما في الحضارة الاشورية فكانت الزقورة اكثر ارتفاعا مؤلفة من ثماني طبقات موضوة
بشكل حلزوني.
اهم اوابد عمارة بلاد الرافدين
تعتبر الزقورات اهم الاوابد في عمارة بلاد الرافدين ,واهم الزقورات
السومرية (زقورةاورنمو ) التي اسسها اورنموللالهة (انانا) الهةا لقمر , وهي ثلاثة
طبقات مع تقدم التاريخ اصبحت تكون من 7 طبقات . وفي بلاد الرافدين ايضا زقورة (الوراكاء ) وزقورة (نفر ) وزقورة (اريدو )
والزقورة الوحيدة الباقية هي زقورة (عكركوف ) وهي من العصر الاشوري أي بين العصر
البابلي القديم والحديث , وتتالف من خمس طبقات وقج بناها الاالكشيون وعموما فان
الزقورات الاشورية مختلفة الى حد ما في شكلها عن الزقورات السومرية والبابلية
أما زقورة بابل المعروفة باسم ( برج بابل) (
شكل 11) وهي زقورة معبد أي ساكيلاالخاصب الآلة مردوخ، بناها نبوخذ نصر في العصر
البابي الحديث، والزقورة رمز للجبل الكوني الذي آمن به البابليون، فهو طريق الآلهة
ومهبط نزولها واستراحتها وطريقها إلى العالم السفلي، وهي محور التقاء السماء بالأرض.
إلى جانب الزقورات نجد المعابد، والمعبد كانت
له أهمية كبيرة ودور بارز في حياة المجتمع العراقي القديم، فإلى جانب كونه مركزا
دينا تقام فيه الطقوس والشعائر المختلفة وتؤدي فيه الصلوات وتقدم القرابين، كان
المعبد مركزا ثقافيا وكهونتيا، يتدرب ويتعلم فيه الكهنة والكتبة وتحفظ فيه مختلف
النصوص الأدبية والدينية. وقد كان أيضا
مركزا اقتصاديا فعالا في الحياة الاقتصادية العامة ولا سيما في العصر البابلي
الحديث، وإلى جانب الزقورات ( المعابد المرتفعة) هناك المعابد الأفقية ( المعابد
الأرضية) ولم تكن تحتوي أغلبية المعابد على الزقورات فقد كانت أغلب الزقورات مخصصة
لمعابد الآلهة الرئيسة للمدينة وكان إنشاءها يعتمد على سلطة الملك واهتماماته
الدينية. وكانت المعابد الأرضية أشبه
ببناء بسيط يقرب في تخطيطه من المنازل العادية، فهو مؤلف من فناء محاط بغرف
الكهنة، متصل بفناء آخر تحيطه الحرم، وقد يزداد هذا المعبد أهمية في بعض العهود
وذلك تبعا لازدياد أهمية الآلهة، كما هو الأمر في معبد عشتار- كتيتيوم في أشجالي
من العصر البابلي القديم ( شكل 12). ويعتبر أهم فضاء في المعابد الأفقية ( صومعة
الآلة) والتي كانت طولية الشكل في الحضارة السومرية، بينما أصبحت صومعة الآلة
مستعرضة في بابل القديمة.
ومن معابد العمارة السومرية، المعبد الأبيض (
شكل 13) والمعبد البيضاوي (ِشكل 14)، والمعبد الأبيض في الوركاء، شيد في 3000 سنة
قبل الميلاد، وهو يقف على منصة platform بجدران آجريه مائلة، وكان مكسيا بالجص ( الجبسين)
الأبيض، بمصلى ومذبح طويل، أما المعبد البيضاوي فهو في الخفاجي، شرق بغداد، شيد في
2600 سنة قبل الميلاد شكله بيضاوي، محاط بالأسوار فيه فناء داخلي نصل من خلاله إلى
المصلى الرئيسي.
وهناك أيضا بيت الأكيتو الذي بناه سرجون
الثاني وجدده سناحيب في العصر الآشوري وهو مخصص للاحتفالات واللقاءات الاجتماعية
وقد جدده نبوخذ نصر في العهد البابلي الحديث.
إلى جانب المعابد، نجد في بابل بشكل خناص
التي بلغتت فيها حضارة بلاد الرافدين أوجها، نجد المدارس والمكتبات والمسرح
البابلي وهو مسرح مدرج ( شكل 15). ومن أهم المدراس في عهد حمورابي ما قام بتشييده
في سيبار وكيش، كما كانت المدارس تلحق بالمعابد أيضا، أما المسرح البابلي فهو أول
مبنى متخصص للفعاليات غير الدينينة والتي تبتعد في طابعها عن الدين وأداء الطقوس
الدينية والدراما الدينية، فالفعاليات الدينية كانت تجري في المعابد تعرض بشكل تمثيلي
وحواري داخل المعبد مثل قراءة ملحمة ( الالينومااليش) في عيد رأس السنة البابلية
وتجديد حكم الملك، أما الفعاليات التي تجري في المسرح فهي عروض فنية مسرحية
ومهرجانات رياضية ذات طابع اجتماعي ترفيهي، كما أظهر التنقيب عن وجود دارا للتمثيل
في معبد الالهة (انانا) والذي يعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد.
أما القصور فكانت تقوم على رواب اصطناعية
واسعة يصل ارتفاعها إلى 15 مترا وتتسع هذه الروابي لأبنية القصر المؤلف من ثلاثة
أقسام سكن الملك وأسرته، والقسم الرسمي والملحقات (مساكن الخدم والمطابخ والمخازن
الاصطبلات ) وكان الفناء هو المركز الأساسي لكل عمارة وهو متسع وتنفتح عليه كل
الغرف وهو موجود حتى في المنزل الرافديني البسيط والذي يطابق المنزل الإسلامي الذي
يقوم على الاهتمام بالداخل والانفتاح عليه، ويعتبر قصر الملك ماري من أجمل القصور
السومرية وهو مشيد من الطين، وقد زادت قيمة القصر تدريجيا إلى جانب المعبد حتى
انفصل القصر عن المعبد في مدينة آشوروخورسباد ( شكل 16) عاصمة سرجون الثاني.
السمات
المعمارية
إلى جانب ما تقدم تتسم العمارة الرافدينية
بالسمات المعمارية الآتية:
·
بلغ التنظيم الهندسي شأوا عاليا في جميع مظاهر العمارة الرافدينية
فالمدينة كانت منظمة وفق أصول تشابه الأصول الحديثة، فثمة شوارع متصالبة ( التخطيط
الشطرنجي ) بصورة منتظمة تتخنللها الأزقة، عدا شارع رئيسي ضخم ينتهي بالمعبد، وقد
يصل عرضه إلى 12 مترا، ومن أشهر المدن ذات التنظيم الهندسي نجد مدينة بابل،
وآشور،وخورسباد.
·
العمارة الرافدينية هي عمارة جدارية، ذات جدران مائلة
تستدق كلما نرتفع إلى الأعلى مقسم بالمحاكيات البارزة والتراجعات أو البروزات
والخسفات المتبادلة مع بعضها (lternating buttresses & recesses)
استعمال الأعمدة نادرا والفتحات صغيرة.
·
استخدمت عمارة بلاد الرافدين العقود نصف الدائرية في
البناء لغرض التسقيف والعتبات فوق الفتحات، كما هو الحال في باب عشتار ( شكل 17)
لذا فيعتبر منشأ العقود الدائرية في العراق، ومنه انتقلت إلى الرومان ، كما جرى
استخدام الشرفات المسننة في المنطقة الشمالية في العراق إلى جانب القباب.
·
تميزت عمارة بلاد الرافدين بأبنيتها ذات الأفنية
المتعددة سواء المعابد أم القصور وغيرها من الأبنية.
·
أهم أبنيتها المعابد، وأهم معابدها الزقورات ذات الهياكل
الهرمية المتدرجة التي سبقت الأهرام واختلفت عنها بكونها أماكن للعبادة داخل المدن
نوتقدم فيها القرابين ويمكن الصعود إلى قمتها، بينما شيدت الأهرامات خارج المدن في
الصحراء كمدينة أموات.
زخرفت الجدران في عمارة بلاد الرافدين بالطوب
المزجج أو ما يسمى بالموازائييك وباستعمال المخاريط ( CONES) واعتمد في
الزخرفة نظام معقد من حم عمودية بتقسيم ثلاثي متأثرة بجذوع النخيل ومحاولة التعبير